Friday, February 18, 2011

ده المفهوم المفروض يصل لكل المجتمع!!!!



العنف الجنسي ضد المراهقات والمراهقين وآثاره النفسية

تعتبر مشكلة العنف الجنسي ضد المراهقات والمراهقون في كل أنحاء العالم عامة والمهددة بالحروب بصورة خاصة، مثل السودان، من المشكلات المسكوت عنها بسبب العادات والتقاليد، مما يشكل عائقا في الحصول على المعلومات حولها بالصورة التي تساعد على التعرف على حجم المشكلة.
وقد أدى هذا الأمر إلـى ضبابية في الرؤية لدى المعنيين و المسؤلين والمجتمع وجعل معالجتـها بالوسائل القانونية و الاجتماعية الحاسمة و توفير الدعم النفسي والمعنوي والقانوني للمراهقات والمراهقين مسألة صعبة.
تعريف العنف الجنسي:
يعرف بعض علماء النفس والاجتماع، العنف بصورة عامة على أنه "سمة من سمات الطبيعة الإنسانية. ويظهر العنف عندما يكف العقل عن القدرة على الإقناع أو الاقتناع، فيلجأ الإنسان لتأكيد الذات عبر العنف والقهر". ويعرف العنف أيضا على أنه "ضغط جسمي أو معنوي فردي أو جماعي يؤدي إلى السيطرة على الآخر وتدميره". ومن ثم يمكن القول إن العنف الجنسي هو «استخدام القوة أو الإكراه في ممارسة أي نوع من أنواع الجنس مع المراهقات والمراهقين أو أي شخص آخر. وعادة ما يؤدي العنف الجنسي إلى تدمير المراهق أو المراهقة نفسيا وبدنيا ومعنويا".
العنف الجنسي الأسري:
تتعرض المراهقات والمراهقون إلى صور عديدة من العنف الجنسي الأسري، مما يؤثر على صحتهم الجسدية والنفسية ومستقبلهم‏ الاجتماعي والعلمي والعملي.‏ وتعتبر صور العنف ضد الأبناء في سن المراهقة كثيرة، ومنها على سبيل المثال الاعتداء الجنسي على الإناث من قبل أحد الأفراد من العائلة والاغتصاب من قبل أشخاص آخرين‏ والختان والزواج المبكر والتحرش الجنسي والعنف اللفظي ذو الإيحاءات الجنسية الذي يتعرض له المراهقات والمراهقون على حد سواء. وتعد ظاهرة تعرض المرهقات والمراهقين لهذه الأنواع من العنف الجنسي البدني واللفظي والنفسي متفشية في المنازل والمدارس والمؤسسات والمجتمع المحلي.
أنواع العنف الجنسي ضد المراهقات والمراهقين:
يمكن تقسيم أنواع العنف الجنسي الممارس ضد المراهقات والمراهقين من الناحية القانونية إلى نوعين:
• العنف الجنسي القانوني
العنف الجنسي الذي يمارس ضد المراهقات والمراهقين وغيرهم برضي مجتمعي تام وعلنا وتحت حماية القانون مثل الختان والزواج المبكر والإكراه على الزواج... وقد أثبتت الأبحاث أن هذا النوع من العنف الجنسي له آثار مدمرة على نفسية المراهق (أو المراهقة) ومستقبله ، نجده ورغم ذلك ما يزال منتشرا في أنحاء عديدة من العالم ويجد دعما من جهات ومؤسسات اجتماعية وأسرية ورسمية.
• العنف الجنسي غير القانوني
العنف الجنسي المحرم شرعا وقانونيا واجتماعيا مثل الاغتصاب والتحرش الجنسي والعنف اللفظي ذو الإيحاءات الجنسية... وتقع هذه الممارسات بعيدا عن أعين الأسرة والمجتمع ,ويكون المراهقات والمراهقين أكثر ضحاياها.
آثار العنف الجنسي على المراهقات والمراهقين :
يكون العنف الجنسي أكثر تأثيرا على الأفراد إناثا وذكورا إذا ما تعرضوا له في سن الطفولة أو المراهقة. وغالبا ما يخلف الاعتداء الجنسي على المراهقات والمراهقين سواء تم داخل الأسرة أو خارجها آثار نفسية وبدنية واجتماعية حادة يصعب في أكثر الأحيان علاجها، مما يؤدي إلى إنتاج شخصية غير سوية أخلاقيا واجتماعيا ونفسيا. وتتمثل الآثار الناتجة عن العنف الجنسي بمختلف أنواعه في :
- الاضطرابات النفسية.
- تعطيل قدرات المراهق(ة) وطاقاته(ا) الإبداعية.
- فقد القدرة على الانخراط في أنشطة المجتمع بصورة طبيعية .
- التعاسة في الحياة الزوجية.
- "العنوسة"، إذ تخشي الفتاة من الزواج خوفا من افتضاح أمرها.
- فقد القدرة على التعامل الإيجابي مع المجتمع.
- عدم الشعور بالرضا عن النفس والإحساس الدائم بالذنب .
- الشعور الدائم بالامتهان.
- عدم القدرة على التعامل مع التوترات والضغوط النفسية والاجتماعية .
- الاكتئــــاب الحاد أو المرضي.
- الحمل غير المرغوب فيه.
- ‏ ضعف القدرة على التركيز.
- الإدمان على المخدرات والخمر.
- الانخراط في شبكات الدعارة.
- ممارسة العنف الجنسي ضد الآخرين كنوع من الانتقام.
- التشرد...... فبعض المراهقات والمراهقين يتركون منزل الأسرة عند تعرضهم للعنف
الجنسي فيتحولوا إلى مشردين.
- النبذ الاجتماعي، فالمراهق الذي يتعرض للعنف الجنسي يصبح منبوذا اجتماعيا هو وأسرته، وخاصة المراهقات في حالة إنجابهن لأطفال غير شرعيين.
- التخنث فمعظم المراهقات والمراهقين الذين يتعرضون إلى نوع من أنواع العنف الجنسي يصبحون مخنثين .
- السجن، إذ تتم إحالة المراهقات والمراهقين إلى الإصلاحيات إذا تم القبض عليهم في حالات عنف جنسي ،وقد يكون مصيرهم السجن إذا اكتملت سنهم القانونية خاصة إذا تورطوا في جرائم قتل من مارسوا ضدهم العنف الجنسي .
- الانخراط في الجريمة المنظمة والعصابات.
- الميل إلى العزلة بصورة مرضية.
- الانقطاع عن الدراسة .
- الحقد على المجتمع.
- الإصابة بالأمراض الجنسية المعدية .
- البرود الجنسي.
- -العجز الجنسي .
أسباب ظهور العنف الجنسي:
يؤدي عدد من الأسباب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية إلى تفشي ظاهرة العنف الجنسي في المجتمع بصورة عامة وفي صفوف المراهقات والمراهقين أو ضدهم بصفة خاصة. وتختلف هذه الأسباب من مجتمع إلى آخر بحكم اختلاف النظام الاجتماعية والسياسية والقانونية والدينية والثقافة الجنسية السائدة، إلا أن قواسم مشتركة بين كل المجتمعات يمكن أن تؤدي إلى ممارسة العنف ضد المراهقات. ومن بين هذه الأسباب :
الفقر الشديد أو "المدقع". البطالة... الحروب.... الدكتاتوريات السياسية والتسلط الأسري... الكبت بكل أنواعه (الجنسي والاجتماعي والسياسي والديني).... تحريم الخوض في المسائل الجنسية في إطار الأسرة وضمن المناهج الدراسية وفي وسائل الإعلام.... الفراغ بجميع أنواعه في صفوف الشباب والمراهقين.... الإدمان.... تفشي الأمية و الجهل .... تركيز الإعلام (تلفزيون– سينما- فيديو) على مشاهد العنف بكل أنواعه.... عدم اهتمام الدولة و الأسرة بسن المراهقة وتوفير البيئة الصالحة للمراهقات
والمراهقين لتجاوز هذه المرحلة الحرجة بأمان.... التمييز النوعي في التربية .
خطورة العنف الجنسي على المراهقات والمراهقين:
تترتب عن العنف الجنسي مخاطر متعددة يتأذى منها المراهقون، وخاصة الإناث منهم، بحكم أنهن يتحملن نتائج "الاغتصاب" والتحرش الجنسي أكثر من الذكور. وقد يؤدي ما تتعرض له المراهقة من عنف جنسي بحياتها نتيجة :
. الوفاة لعدم تحملها جسديا أو نفسيا العنف الجنسي الممارس ضدها.
. محاولة التخلص من الجنين في حالة حدوث حمل غير مرغوب فيه .
. الولادة غير شرعية وفي فضاءات غير صحبة.
. الإجهاض الذي يتم عادة بصورة سرية ودون أدوات طبية.
. قتلها من قبل ذويها عند اكتشاف حملها غير الشرعي فيما يعرف بجرائم الشرف .
. الانتحار خوفا من العار,,,, حيث تربي المراهقات في جميع إنحاء العالم عامة و العربي والإسلامي خاصة بأنهن "حارسات شرف الأسرة" .
. القتل من قبل المغتصب إذا ما حاولت مقاومته أو صده .
. الإصابة بمرض الاكتئاب القاتل .
. الانخراط في الإدمان القاتل.
. الإصابة بالأمراض الجنسية المميتة مثل الإيدز .
. النزيف الحاد أثناء الولادة أو أثناء إجراء عملية الختان.
. الإصابة بمرض الناسور القاتل.
خطورة العنف الجنسي على المجتمع :
تتعدى الآثار السلبية لممارسة العنف الجنسي على المراهقات والمراهقين، لتنعكس على المجتمع بأسره. ومن بين هذه المخاطر :
- أطفال غير الشرعيين يصبحون عالة على المجتمع ويعانون مستقبلا من وضعية قانونية واجتماعية غير مقبولة.
- ظاهرة التشرد ... انتشار الأمراض النفسية .... تفشي الجريمة ( سرقة، دعارة، قتل...) ... انتشار الإدمان .... تفشي فيروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" ... البطالة ... الانحراف بكل أشكاله .... الجنوح .... تفشي ظاهرة الانتحار .
كيفية معالجة مشكلة العنف الجنسي ضد المراهقين:
يمكن القضاء على تفشي ظاهرة العنف الجنسي عامة وضد المراهقين والمراهقات بصورة خاصة عن طريق إجراء البحوث الميدانية والنفسية والاجتماعية الدقيقة حول الظاهرة ومدى انتشارها وأسبابها وانعكاساتها، ومن ثمة البحث في الحلول الممكنة والبرامج والخطط اللازم وضعها للتصدي لها.
ويمكن بناء على ما تمت الإشارة له من أسباب ومظاهر وآثار العنف الجنسي على المراهقات والمراهقين بصفة خاصة والمجتمع بصفة عامة استخلاص بعض الحلول والمتمثلة في :
1. إجراء البحوث النفسية والاجتماعية بصورة منتظمة.
2. إجراء تحقيقات ميدانية صلب المدارس والجامعات لدراسة مدى انتشار ظاهرة العنف الجنسي .
3. إدراج برامج للثقافة الجنسية في المناهج التعليمية لمحو الأمية الجنسية لدى المراهقات والمراهقين.
4. التوعية الإعلامية للأسرة وللمراهقات والمراهقين والشباب .
5. تناول الموضوعات المتعلقة بالعنف الجنسي ضمن برامج إعلامية في مختلف وسائل
6. الإعلام .
7. تقوية الروابط الأسرية بصورة تؤدي إلى المصارحة بين المراهق وأهله في حالة تعرضه لأي نوع من أنواع العنف الجنسي سوي كان داخل الأسرة أو خارجها.
فتح مراكز لمعالجة المراهقات والمراهقين المعنفين جنسيا جسديا ونفسيا وتشجيعهم .
8. تحديد أنواع العنف الجنسي ضد المراهقات والمراهقين ووضع العقوبات الرادعة لها.
9. تصميم برامج ثقافية وسياسية واجتماعية لفائدة المراهقات والمراهقين يستغلونها في أوقات فراغهم.


د. عطا أحمد شقفة – غزة - فلسطين







No comments:

Post a Comment